في هذا السياق، يبرز دور التنشئة الاجتماعية، والتعليم، والتجارب الحياتية في تشكيل العلاقة بين الثقافة والشخصية، مما يجعل هذه العلاقة أحد أهم العوامل المؤثرة في استقرار المجتمع وتماسكه.
يقول “ديل كارنيجي”: “أنت نسيج وحدك”، وهي عبارة تقرر بشكل حاسم استقلال الشخصية، وتحدد الملمح النفسي في بنائها. وبالتالي تمثل المداخل النفسية نوافذ مهمة في الثقافة الجمالية.
وكل ذلك محاكاة للجمال الذي أبدع به الخالق الكون الفسيح، وطلب منا النظر فيه، والاعتبار بما أودعه فيه من أسرار.
إن اعتناق الجمال وجعله مدارا لحركة الإنسان، وقوة شخصيته يمنحه صفة المحورية، إذ الجميل مرغوب فيه، والجميع يتطلع إلى هيأته البهية، ويتمنى منه نظرة، أو بسمة، أو التفاتة. بل أكثر من ذلك يتمنى الآخرون محاكاته والنسج على منواله. وعندها يصبح ناشرا للثقافة الجمالية بلسان حاله، ولسان مقاله على حد سواء؛ فإن تكلم فبجميل العبارات، وإن نظر فبأصدق النظرات، وإن مشى ففي حلي الجمال يرفل، فهو مع الفقير مواسيا، ومع الصديق مداعبا، ومع الكبير موقرا، ومع الصغير موجها، بل مع الأزهار ساقيا، ومع الطريق منظفا، ومع الطيور مغردا.
تطوير العادات والتقاليد: يمكن للأفراد أن يساهموا في نور تطوير عادات وتقاليد جديدة، وذلك من خلال ابتكار أفكار جديدة وتبني سلوكيات جديدة.
فالثقافة هي منتج للنشاط البشري، وفي نفس الوقت، فإنها تشكل إطارًا للنشاط البشري.
تحدد العوامل الاجتماعية أيضًا التوجهات والمعتقدات الثقافية التي تؤثر على نفسية الفرد.
تعد الاختلافات الثقافية مصدرًا هامًا للتحليل السلوكي، حيث يؤثر التربية والقيم والمعتقدات والتصورات الثقافية على سلوك الأفراد في المجتمع.
إذ الزمن كفيل بتربية الذوق، وتنمية السلوك، ولا معلم كالزمن، ولا مدرسة كالحياة، فقط على الإنسان الذي تكتنز في طويته روح الجمال أن يصغي جيدا لسنفونية الحياة، وهي تعزف من حوله. ويجعل نفسه تلميذا دائم التمدرس في فصولها المختلفة، متنقلا في السنوات لا يرسب أبدا وإن تحصل على نتائج غير مرضية جدد العزم والمثابرة.
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَاة تَبَخَّرَ فِيَ جَوِّهَا وَانْدَثَرْ
- يلعب الأفراد دورًا في توارث القيم الثقافية ونقلها من جيل إلى آخر، سواء من خلال الأسرة أو المؤسسات التعليمية.
من خلال الاستمرار في استخدام الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط.
إن الثقافة السائدة في مجتمع الامارات ما كثيرا ما تجبر الفرد على أعمال أو ممارسات قد تفيد أو تضر بالناحية الجسمية، فمثلا كانت العادة في الصين في بعض الطبقات أن تُثنى أصابع الطفلة الأنثى وتُطوى تحت القدم، وتلبس حذاء يساعد على إيقاف نمو قدميها ويجعلها تمشي مشية خاصة، وكانت هذه المشية الخاصة من علامات الجمال.
تتأثر الشخصية بعدة عوامل، من بينها العوامل الوراثية، والتجارب الحياتية، والبيئة الثقافية، مما يجعلها ديناميكية وقابلة للتطور.